الثامنة تركز على تاريخ زيارات رؤساء تركيا الى العراق واهدافها

رئيس الجمهورية العراقي عبداللطيف رشيد يستقبل رئيس الجمهورية التركي رجب طيب اردوغان في بغداد.المصدر:مكتب رئيس الجمهورية العراقي
رئيس الجمهورية العراقي عبداللطيف رشيد يستقبل رئيس الجمهورية التركي رجب طيب اردوغان في بغداد.المصدر:مكتب رئيس الجمهورية العراقي

يسعى رئيس الجمهورية التركي من خلال زيارته الى العراق، لحسم قضية مواجهة حزب العمال الكوردستاني في العراق، اضافة الى وضع حلول لموضوع المياه وتصدير النفط العراقي مجددا عبر ميناء جيهان التركي.

يزور رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان بغداد وأربيل، لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها تركيا في العراق منذ عدة سنوات.

المواضيع الرئيسية للزيارة تكمن في انجاح أعمال مشروع طريق التنمية، حيث تسعى أنقرة من خلاله إلى تعزيز هيمنتها على طريق الطاقة والتجارة بين الخليج وأوروبا.

وقال رئيس الجمهورية التركي رجب طيب اردوغان:

"إن طريق التنمية الذي يبدأ من البصرة عبر العراق وتركيا ويربط دول الخليج بأوروبا لديه اهمية كبيرة لدى دول الخليج ايضا، هم ونحن نصر على تنفيذه، وأعتقد أننا نستطيع خلق عالم جديد من هذا الطريق"

اردوغان يريد خلال زيارته إقناع بغداد بأن تصبح جزءاً من جهودها المبذولة لمواجهة حزب العمال الكوردستاني، وأشار مراراً وتكراراً إلى تعزيز القواعد العسكرية لبلاده في إقليم كوردستان.

"لقد نجحنا، كحكومة وكدولة، في مواجهة حزب العمال الكوردستاني وسنستمر في مواجهتهم، وسنجني ثمار استراتيجية القضاء على الإرهاب داخل تركيا وخارجها، وبفضل عملياتنا المستمرة، تمكنا الاقتراب من القضاء على  الإرهاب، وبلاشك خطواتنا ستستمر".

ويعد تعزيز العلاقات التجارية هدفا آخر لزيارة أردوغان ومن المتوقع توقيع العديد من الاتفاقيات في هذا الصدد، اضافة الى موضوع المياه وهو هدف رئيسي للعراق، الا انه ينتظر خطوات ملموسة من العراقيين لمواجهة حزب العمال الكوردستاني مقابل حل موضوع المياه.

وقال أردوغان للصحفيين قبل أسبوع من زيارته انه سيبحث مع العراقيين قضايا المياه وتصدير النفط والغاز وسيزور أربيل ويلتقي بمسؤولي حكومة إقليم كوردستان، بعد زيارته العاصمة بغداد.

وبالتزامن مع زيارة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان الى العراق، نستعرض في هذا التقرير تاريخَ أهمِ زيارات رؤوساء تركيا الى العراق وأهدافَ تلك الزيارات....

بعد 13 عاماً، رجب طيب أردوغان يتجه من جديد إلى بلاد الرافدين، وهي الزيارة الثانية التي يقوم بها رئيس تركي منذ سقوط نظام البعث، والزيارة الأولى لرئيس تركي إلى إقليم كوردستان.

قبل 69 عاماً، وفي 13 شباط 1955، زار رئيس الجمهورية التركي جلال بايار، بغداد لمناقشة القضايا الأمنية، وبعد ثلاثة عشر عاماً، في 27 نيسان 1968، وصل جودت سوناي إلى بغداد بدعوة من عبد الرحمن عارف، وكان أحد ملفاتهم تطوير الطريق بين تركيا والعراق من خلال كوردستان.

في 26 نيسان 1975 وصل فخري كوروتورك إلى بغداد في زيارة استغرقت أربعة أيام بدعوة رسمية من أحمد حسن بكر، ومنذ ذلك الحين بعد 33 عاما مع حكم صدام حسين، لم يقم أي رئيس تركي بزيارة بغداد بسبب ضعف العلاقات بين البلدين خلال العقود الثلاثة الماضية.

وفي 23 نيسان 2009، وبناء على طلب رئيس الجمهورية العراقي الراحل جلال طالباني، وصل الرئيس التركي عبد الله غول إلى بغداد وفي 10 تموز 2008، زار أردوغان بغداد كأول رئيس وزراء لتركيا بعد سقوط صدام حسين واجتمع مع جلال طالباني، ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووقعوا على تأسيس المجلس التنسيقي الاستراتيجي الأعلى المتفق عليه مع جلال طالباني في أنقرة قبل ثلاثة أشهر.

وناقشت الزيارة مسألة المياه لأول مرة،  وأرادت بغداد منع الكارثة التي وقعت اليوم، لكن بغداد اضافة الى فشلها في هذا الملف، أصبحت المياه الآن أقوى أسلحة أنقرة وأجبرت العراق على التنسيق مع تركيا.

وزار أردوغان بغداد مرة أخرى في 15 تشرين الاول 2009، ووقع 48 اتفاقية مع العراق بعد اجتماع مجلس التنسيق الاستراتيجي الأعلى.

كما سعت تركيا الغنية بالمياه، إلى جانب أهدافها الاقتصادية، إلى تعزيز هيمنتها السياسية ونجحت في ذلك ايضا، وزار وزير الخارجية داود أوغلو بغداد وأربيل ولعب دورا في تشكيل الحكومة التي تشكلت بعد ثمانية أشهر من انتخابات 2010.

وفي التاسع والعشرين من اذار 2011، زار أردوغان العراق للمرة الثالثة كرئيس لوزراء تركيا، وبالإضافة إلى زيارة النجف، كان أول رئيس وزراء تركي يزور إقليم كوردستان، واجتمع مع مسعود بارزاني، رئيس إقليم كوردستان آنذاك.

والآن، وبعد 13 عاماً، يعود رجب طيب أردوغان كرئيس لجمهورية تركيا إلى بغداد بعدد من الأهداف ويريد أن يجني ثمار الجهود والزيارات الدبلوماسية والعسكرية التي بذلها وزيرا خارجية ودفاع بلاده في الأشهر الأخيرة.