اشتدت الخلافات على انتخابات برلمان اقليم كوردستان، بين اجرائها في موعدها المحدد وتأجيلها، وسط مخاوف من تعطيل حكومة الاقليم دستوريا وقانونيا كما هو حال برلمان كوردستان.
عمر برلمان اقليم كوردستان يقترب من 32 عاما، وكان يجب على اقليم كوردستان ان يقوم حاليا بالاستعداد لانتخابات الجولة الثامنة، ولكن بعد تاجيلها لثلاث مرات هناك مساعي لتاجيل الجولة السادسة للمرة الرابعة.
المحكمة الاتحادية رفضت في شباط العام الجاري تعديل قانون الانتخابات، والحزب الديمقراطي الكوردستاني وبعد فترة من الصمت وبعد تحديد رئيس اقليم كوردستان العاشر من حزيران لاجراء الانتخابات، اعلن عدم المشاركة في انتخابات تجرى بقرار من الجهات الخارجية.
المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني شدد خلال اخر اجتماع له على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، واعلن ان الاتحاد الوطني الكوردستاني سيبلغ من هم في العملية السياسية الكوردستانية والعراق والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بحرصه على الديمقراطية، وسيلجأ الى الدعوى القانونية بحسب الدستور العراقي والقوانين النافذة للدفاع عن حقوق الشعب، باجماع الاصوات الوطنية مع القوى الكوردستانية المدافعة عن الالتزام بموعد الانتخابات وتوحيد الصفوف وتمتين الديمقراطية.
وجاء اجتماع المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني بعد زيارة رئيس إقليم كوردستان ونائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني نيجيرفان بارزاني الى بغداد وبحث خلالها تأجيل الانتخابات في اجتماعه مع المؤسسات والأحزاب السياسية العراقية.
واعلن عضو مكتب العلاقات والاعلام في الحزب الديمقراطي الكوردستاني زانا توفيق بيك في تصريح لقناة الثامنة عن وجود ثلاثة مقترحات لتأجيل انتخابات برلمان إقليم كوردستان، واوضح قائلا:
"لغاية الان هناك ثلاث مقترحات بشأن الانتخابات في إقليم كوردستان، احدها تاجيلها لثلاثة اشهر والأخر تاجيلها لستة اشهر والثالث هو اجرائها مع الانتخابات العراقية في العام المقبل.... الزيارات المتبادلة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم هي من اجل التوصل الى مخرج قانوني لعودة المكونات، وتوصلوا الى حل قانوني وهو عدول المحكمة الاتحادية عن قرارها .... واعتقد ان المحكمة الاتحادية ستتخذ حلا قانونيا للمكونات وبعد حل هذا الموضوع سيعود الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى العملية الانتخابية وستجرى الانتخابات".
وأصدرت أربع كتل في مجلس النواب العراقي بيانا أعربت فيه عن تأييدها لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، واكد رئيس كتلة جماعة العدل في مجلس النواب العراقي سوران عمر في تصريح لقناة الثامنة على ضرورة عدم مشاركة الجهات المتفقة على اجراء انتخابات برلمان اقليم كوردستان، في الانتخابات ان تمت تاجيلها، وقال عمر:
"تستخدم الأمم المتحدة وبعض من المكونات في موضوع الانتخابات ... انا اعتقد ان افضل طريقة للتعبير عن ردود فعل تأجيل الانتخابات، عندما رفض الحزب الديمقراطي الكوردستاني المشاركة في الانتخابات وعدم تقديم قائمته أيضا والان يريد تأجيل الانتخابات، لتتخذ الجهات الأخرى التي هي ضد تأجيل الانتخابات الموقف نفسه وعدم مشاركتها في الانتخابات، رئيس الإقليم هو الذي حدد الموعد بالحوار مع الجهات ومع مفوضية الانتخابات العراقية، وبأية حجة الان تتم تاجيلها؟، واذا لايشاركون في الانتخابات فيجب على الجهات الأخرى المتفقة حاليا على اجراء الانتخابات عدم المشاركة فيها".
وكشف رئيس كتلة جماعة العدل في مجلس النواب العراقي سوران عمر في تصريح لقناة الثامنة عن ارسال مبعوثة الأمم المتحدة لدى العراق جينين بلاسخارت رسالة الى المحكمة الاتحادية ومفوضية الانتخابات العراقية تطالب فيها بتاجيل الانتخابات في إقليم كوردستان، وأضاف:
"هذا الموضوع مثير للتساؤل، في الماضي شددت مبعوثة الأمم المتحدة لدى لعراق جينين بلاسخارت حتى في مجلس الامن على سوء الأوضاع في الإقليم وخطورة عدم اجراء الانتخابات، والمثير للدهشة حاليا، كتبت رسالة الى مفوضية الانتخابات العراقية وارسلت نسخة منها الى المحكمة الاتحادية وتطالب بتاجيل الانتخابات، واستخدمت المكونات في الماضي كحجة لعدم اجراء الانتخابات ونعلم جميعنا جيدا ان المكونات في إقليم كوردستان وبعد الجولة الخامسة البرلمانية لاتمثل المكونات بشكل حقيقي وتمت استخدامها"
ومن جانبه قال مقرر تيار الموقف الوطني علي محمد صالح لقناة الثامنة ان زيارة رئيس إقليم كوردستان الى بغداد جاءت بهدف تأجيل انتخابات برلمان الإقليم، واكد تسجيل دعوى في المحكمة الاتحادية العليا ضد رئيس الإقليم في حال تأجيل الانتخابات، واوضح قائلا:
"في زيارته الى بغداد التي استغرقت ثلاثة أيام وهذه أطول زيارة له الى العاصمة، الهدف منها تأجيل الانتخابات.... وقام بدق كل الابواب وزار جميع المسؤولين في سبيل تاجيل الانتخابات، هذه اجندات الحزب الديمقراطي الكوردستاني لايريد اجراء الانتخابات الا كما هو يخطط لها ... وسنتخذ الإجراءات القانونية ضد رئيس الإقليم لانتهاء صلاحياته ولاشرعية للحكومة التي تمثل الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني والتغيير".
انتخابات اقليم كوردستان في الوقت الحاضر على مفترق طريقين، ومن المحتمل ان تلقى الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان نفس مصير الجولة الخامسة لبرلمان كوردستان، بعد تأجيل الانتخابات وتسجيل الشكوى القانونية.
