الانتخابات المحلية التركية ستكون مصيرية للكورد

ملصق احد المرشحين لانتخابات بلديات تركيا في اسطنبول.المصدر:AFP
ملصق احد المرشحين لانتخابات بلديات تركيا في اسطنبول.المصدر:AFP

يسعى الكورد في الانتخابات المحلية التركية، لتعزيز موقعهم من اجل حل قضيتهم الكوردية، في وقت يرى المراقبون ان اصوات الكورد لها تأثير كبير على الانتخابات التركية.

على مدى العقود الماضية، حاولت الأحزاب الكوردية في جنوب شرق تركيا دائمًا تعزيز موقفها واثبات نفسها، بالاضافة الى تثبيت مواقعهم في المدن التركية، وخاصة في اسطنبول وأنقرة، من أجل استخدام مواقعهم لحل القضية الكوردية.

وتعتبر إسطنبول من أبرز المواقع الكوردية في تركيا، وبحسب إحصائيات غير رسمية، يعيش في هذه المدينة أكثر من خمسة ملايين كوردي، ويمثلون ثلث سكان المدينة، لكن الأحزاب الكوردية لم تستطع تحشيد أغلبية كورد المدينة حولها.

الكورد كانوا دائمًا الصوت الحاسم في إسطنبول، وفي الانتخابات المحلية لعام 2019، فاز أكرم إمام أوغلو بالانتخابات عن طريق اصوات الكورد.

وقدم الكورد في الانتخابات المحلية لعام 2019 والانتخابات البرلمانية والرئاسية لعام 2023، دعمه لحزب الشعب الجمهوري دون قيد أو شرط، مما واجهوا الكثير من الانتقادات من قبل الناخبين، وقرروا اثر ذلك المشاركة في الانتخابات عن طريق مرشحيهم في المناطق التركية.

اسباب رئيسية كانت تقف وراء قرار حزب المساواة والديمقراطية بتحديد مرشحيه في المدن التركية، تكمن في الرد على انتقادات الناخبين، وبقاء الحزب مثل جبهة ضد السلطة، واخيرا لفتح باب الحوار مع حزب العدالة والتنمية.

تصريح: موسى شاهين مراقب سياسي

" انتقد الناخبون الكورد حزبهم وطالبوا بان يكون له مرشحين، ما أجبر حزب المساواة والديمقراطية على تحديد مرشحيه في المدن التركية، حتى يكون باستطاعته جمع اصوات الكورد، وبالطبع فأن اصوات الكورد ستغير وجهة الانتخابات التركية وستكون لها تأثير كبير، وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها".

الدعم الكوردي لحزب الشعب الجمهوري في الانتخابات السابقة أدى إلى زيادة التوترات بين حزب العدالة والتنمية والكورد وتقليص فرص حل القضية الكوردية، لكن الكورد فتحوا منذ أشهر، الباب للحوار مع حزب العدالة والتنمية ويطالبون بحل مشاكلهم، وقد أدى تحديد المرشحين في المدن التركية، إلى زيادة احتمالات إجراء المحادثات، ومع ذلك، لم يتم إجراء أي محادثات رسمية حتى الآن، فيما يعتقد حزب العدالة والتنمية أن حزب المساواة والديمقراطية قد توصل إلى اتفاق سري مع حزب الشعب الجمهوري، ولذلك ربط أردوغان في خطابه أمام أهالي ديار بكر شرط الحوار مع حزب المساواة والديمقراطية بالابتعاد عن حزب الشعب الجمهوري وحزب العمال الكوردستاني.

تصريح: رئيس الجمهورية التركي رجب طيب اردوغان

"نحن مستعدون لإجراء المحادثات مع الجميع، لكن أبوابنا مغلقة أمام الإرهابيين والأشخاص المحتمين بالإرهاب والذين يمارسون الألعاب السياسية، نتحدث مع الاشخاص الذين قرارهم ليس بيد الاخرين ولم يغرقوا في مصالحهم، والحزب الذي يحدد الارهاب أسماء مسؤوليه ومرشحيه البرلمانيين والمحليين لا يمكن ان يصبح حزبا سياسيا".

كما يشكك حزب المساواة والديمقراطية في رغبة حزب العدالة والتنمية في استئناف عملية السلام، خاصة بعد استعداد الجيش التركي لعملية جديدة في إقليم كوردستان، وازداد تعقيد إمكانية إجراء حوار قبل الانتخابات وبعدها.

تصريح: الرئيس المشترك لحزب المساواة والديمقراطية تونجر باكرهان

"يظهرون في وسائل الإعلام ويقولون إنهم سينفذون عملية كبرى، والعمليات الكبرى تعني اراقة المزيد من الدماء والأرواح، والعمليات الكبرى تعني الحرب والقتال في اماكن عيش الكورد، والعملية الكبرى تعني سرقة الخبز من موائد المتقاعدين وذوي الدخل المحدود والكادحين وإطالة عمر سلطة من يعيش على الدم".

وتتجه الأنظار الآن إلى ما بعد الانتخابات، لأن حزب العدالة والتنمية يحتاج إلى أصوات حزب المساواة والديمقراطية لكتابة الدستور، وبالتالي فإن نتائج الانتخابات لها تأثير مباشر وكبير على ثقل وموقع الكورد.